© 2024 جميع الحقوق محفوظة, المجلة الطبية في المملكة المتحدة - تطوير إي-غلوبال فيجين
دليل المستشفيات

المجلة

ديسمبر 2014

فيسبوك

نوفمبر 24, 2014

بقع تفضح سنّكم! التدخين من أول مسبّبات الموت المفاجئ للرضيع



مئات من الأطفال معرّضين كلّ سنة لأعراض الوفاة المفاجئة للرضيع. اتركوا الطفل ينام على ظهره ولا تعرّضوه للدخان... هذا بعض من الاحتياطات التي تتيح الحدّ من المخاطر (كما رأينا في المقال السابق)، حتّى ولو أنّ حالات عدّة تبقى غير مبررة. في المقال التالي، أسباب وأخبار مفيدة لتجنّب المخاوف التي لا داعي لها. 

ما هي الأسباب؟
لطالما بقيت أسباب الوفاة المفاجئة للرضيع غامضة. واليوم، تمكّن الباحثون من تحديد عوامل كوضعيّة النوم والتبغ... كما تمّ التطرّق إلى مجالاتٍ أخرى تتعلّق بالعدوى. وبالعودة إلى مصادر هذه العلّة تتعدّد الأسباب:
التدخين أثناء الحمل: مزيج مليء بالمخاطرة
يُعتبر تزايد عدد النساء المدخّنات أمرًا مقلقًا لما يحمله التدخين من آثار مضرّة قبل الحمل واثناءه وبعده. قبل الحمل، يسبّب التدخين انخفاضًا في الخصوبة، إذ يبلغ معدّل الخصوبة لدى المرأة التي تدخّن يوميًا 20 سيجارة 8 في المئة مقابل 22 بالمئة لغير المدخّنات.

التدخين وحبوب منع الحمل: كوكتيل خطر
النساء اللواتي يدخّن ويتناولن حبوب منع الحمل هنّ معرّضات أكثر من غيرهنّ لمخاطر في القلب والأوعية الدموية كانسداد عضلة القلب وتجلّط الدم. ففي الواقع، يساهم النيكوتين في تشكّل الخثارة الدمويّة ويفسد جدران الأوعية الدموية ويضيّقها. أمّا انخفاض انتاج الأستروجين (الهرمون الأنثوي) الذي يسبّبه التدخين فيزيد من مخاطر مشاكل القلب والأوعية الدمويّة حتّى أنّه يمكن أن يؤدّي إلى اقتراب موعد انقطاع الطمث في وقتٍ مبكر.

التدخين يهدّد حملكِ
يسبّب الاستمرار بالتدخين أثناء الحمل مخاطر عديدة يحدّدها الأطباء بما يلي:

ازدياد خطر الإجهاض
خلال فترة الحمل، يتضاعف خطر الحمل خارج الرحم مرّة ونصف إذا كانت المرأة مدخّنة إلى حدّ عشر سجائر يوميًا وثلاث مرّات لعشرين سيجارة يوميًا وخمس مرات في حال كانت تدخّن 30 سيجارة يوميًا. 
ويصبح معدّل الإجهاض العفوي مضروبًا بثلاثة إذا ما استمرّت المرأة الحامل بالتدخين. أمّا التدخين السلبي فهو يرفع أيضًا من خطر الإجهاض. 

زيادة حدوث الولادات المبكرة
في حال تدخين الأم، يتضاعف خطر الولادة المبكرة حتّى عندما تكون الأغشية سليمة. كما أنّ خطر تمزّق الأغشية المبكر يتضاعف أيضًا قبل أوان الولادة ويصبح ثلاثة أضعاف قبل الأسبوع الرابع والثلاثين من انقطاع الطمث (aménorrhée).

وزن غير كافٍ عند الولادة وتأخر في النموّ
يبلغ وزن الرضيع الذي ولدته أم مدخّنة أقل بـ300 غرام من المولود من أمّ غير مدخنة. كما أنّ التأخر في نموّ الجنين داخل الرحم يكون مرّتين أو ثلاث مرات أكثر تواترًا لدى الأم المدخنة. 

خطر كبير في تعقيد عملية الولادة وانخفاض الدفاعات المناعيّة (خصوصًا في حال الالتهاب)
أظهرت دراسة أميركية أنّ الطفرات الوراثية تدخل إلى الرحم بفعل التدخين. فالأمهات اللواتي يتعرّضن للدخان المتصاعد من سجائر أزواجهنّ خلال الحمل يضعن مواليد معرّضين أكثر من سواهم للقصور الجيني في خلاياهم المناعيّة.

التدخين والحمل: مزيج مليء بالمخاطرة  وخطر متزايد لأعراض وفاة الرضيع المفاجئة
بعض المواد الضارة الموجودة في السجائر كالنيكوتين وأول أوكسيد الكربون وسواها تتخطى الغشاء المشيمي. ويؤدّي هذا الانتقال بالتالي إلى انخفاض مساهمته بتزويد الأوكسيجين والغذاء للجنين. كما يسبّب الدخان تسارعًا في دقات القلب وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى أنّ بعض المواد التي تنتج عن احتراق التبغ مضرّة للجنين. 
التدخين خلال الحمل يرتّب مخاطر أكثر أهميّة في حال كانت المرأة تنتظر توأمًا. وهذا ما سلّطت عليه الضوء دراسة أجراها الباحثون في جامعة ميشيغن. بالنسبة إلى الطفل، تتضاعف مخاطر الوفاة المفاجئة بنسبة:
أربع مرات إذا كانت الأم تدخّن خلال الحمل.
3.4 مرات في حال كانت الأم تدخّن 20 سيجارة يوميًا بعد الولادة وإذا كان الوالد غير مدخّن.
7.4 مرات إذا كان الوالدان يدخّنان أكثر من 20 سيجارة يوميًا.
ويزداد بالتالي خطر إصابة الأطفال بالتهابات تنفسيّة وفي الأذن والأنف والحنجرة ومخاطر مرتفعة للإصابة بالربو.
وبعد الولادة، تظهر عواقب أخرى للتسمّم التبغي. في الواقع، يبلغ معدّل الكميّة اليومية للحليب الطبيعي الناتج عن أم مدخّنة 690 ملل مقابل 960 ملل لغير المدخنة. كما يظهر رابط بين عدد السجائر المدخّنة ونسبة النيكوتين في الحليب. 

حافز إضافي
صحيح أنّ النساء الحوامل لديهنّ حافز أقوى لوقف التدخين، إلا أنّ 25 في المئة منهنّ يستمررنّ بالتدخين على الرغم من حملهنّ. بالنسبة لهؤلاء النساء، يستخدم الأختصاصيون الطرق نفسها المستخدمة مع المدخّنين الآخرين. حتّى ولو أنّ هنالك سلبيّات للنيكوتين على صحّة الطفل، من المفضّل اللجوء إلى طريقة بديلة كاللاصق (timbre) للاحتماء من دخان السيجارة الذي يحتوي مئات المواد السامّة الأخرى. 
وتجدر الإشارة إلى أنّ نصف النساء اللواتي يتوقّفن عن التدخين أثناء الحمل يعاودن الأمر بعد الولادة. خلاصة الأمر: يجدر بكِ المكافحة للتخلّص من السيجارة للحفاظ على صحّة طفلكِ وصحّتك أنتِ أيضًا.